besso man
المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 03/10/2008
| موضوع: الذكريات أم الحياة؟ الإثنين نوفمبر 03, 2008 3:51 am | |
| الذكريات أم الحياة
( الحمد لله رب العالمين) تلك الكلمات كانت دائماً ما يقولها راضى منذ كان صبياً ، كان يقول ( لن ترهقنى الأحزان ما دام الحمد فى كل آوان) . فقد كان راضى أحد موظفى الحكومة البسطاء الذين أَ كسبتهم الحكومة العفوية ، وكان لديه أسرة مكونة من طفلان هما ( هادى ، وعفاف ) وزوجته التى تعيش معهم .
أَصيب راضى بمرض السكر الذى لم يكن الأول ولا الوحيد فى جسده الهزيل وما كاد أن يدخل مرض السكر فى جسده حتى أرسل دعوته إلى صديقيه المقربين وهما مرض القلب ومرض الضغط فتملك الثالوث من الجسد كما يمتلك الخيمة الوتد.
تقاعد راضى عن العمل ونصحه الحكيم بعدم بذل المجهود وحزره من الجهد المبذول فى صعود السلم ولكنه كان يسكن فى الطابق الأخير من بيت يتكون من ثلاث عشرة طابق.
خرج راضى من المشفى الحكومى وتوجه إلى سمسار المنطقة ليبحث له عن مآوى ولأسرته ولكن نقوده لم تكن تكفى إلا للعيش على سطح أحد المنازل التى كانت أقذر مما كان فيه. بذل راضى مجهوداً كبيراً فى البحث عن غرفة فى بادروم وأخيراً أهتدى راضى لحلمه الذى يطمح أن يكون له مستقبل ، فعقد الصفقة مع البواب وظن أنه أمتلك مستقبل الحياة ،وذهب إلى أسرته وأمرهم أن يعدوا أنفسهم للرحيل ،وبالفعل حزموا الحقائب فى ساعتين من الزمان على إستعجال .
خرج الطفلان والزوجة وأغلق راضى باب الشقة وطفقوا فى النزول ،ولكن راضى - بعد أن نزلوا - طلب منهم أن يصعد ليأتى بشئ قد نساه، ففتح راضى باب الشقة ودخل أخد يتذكر ما مر بها من ذكريات بين كل ركن من أركانها ثم أغلق باب الشقة ، وأستلقى على ظهره وسط الشقة متأملاً كل ركن منها وكأنه يراه لاول مرة.
أنتظرت زوجته والطفلان ما يدنو من ساعة ونصف ثم صعدوا وطرقوا الباب ولكنه لم يفتح ؛ فكسرت زوجته الباب فوجدته مستلقياً على الأرض ، وقد أنشب سكيناً فى قلبه والدم يسيل من يده اليمنى وبجوارها كلماتٌ مكتوبة بالدم ، لم تستطع الزوجة إلا الصراخ لم تستطع حتى فك رموز تلك الكلمات ولكن هادى قرأ الكلمات المكتوبة دون تردد أو خوف .
فقد كتب راضى بدمائه على الأرض سبع كلمات ، كتب ( لا لن أنتظر الموت سأعيش مع الذكريات ) ،فكما أن السماوات سبع والأرض أيضاً سبع ، فكلمات راضى فى الحياة هى ايضاً سبع.بقلم الفقير إلى الله / محمد السيد خميس | |
|